top of page

الموقع

 

تقع بلديّة حارة صيدا في قضاء صيدا أحد أقضية محافظة الجنوب هذه المحافظة هي واحدة من ثمان محافظات يتشكل منها لبنان الإداري.
تبعد حارة صيدا حوالي 43 كلم (26.7202 مي) عن بيروت عاصمة لبنان. ترتفع حوالي 50 م (1) (164.05 قدم - 54.68 يارد) عن سطح البحر وتمتد على مساحة تُقدَّر بـ 300 هكتاراً (3 كلم²- 1.158 مي² (2)).

 

للوهلة الأولى يعتقد الداخل الى بلدة حارة صيدا أنها حارة صغيرة، ولكن واقعها الميداني والجغرافي وفضلاً عن المؤسسات الموجودة فيها والحركة العمرانية اللافتة، تُؤكد أنها ليست فقط بلدة كبيرة، بل هي مدينة بكل ما للكلمة من معنى··

فمدخلها نقطة وصل بين صيدا وقرى شرقها ويزيّنها الكنيسة والخان القديم، ومستديرة أشبه بالحديقة من حيث الإخضرار والجمال، قبل أن تلج فيها ليسحر ناظريك القصر البلدي الذي يجمع بين التراث والعمارة الحديثة، وعلى مقربة منه يدهشك النصب التذكاري الذي يعلوه سيف ذو الفقار وشعلة الحرية، لتصل الى أقدم مسجد في المنطقة شاهداً حياً على عراقة البلدة··

ويتكامل مدخل البلدة مع قلبها النابض بالحركة والحياة، فشوارعها رحبة، وعمرانها يتنامى يوماً بعد الآخر، وصولاً الى مار الياس التلة حارسة البلدة والرابضة على كتف مدينة صيدا، حيث يُجسد مقام مار الياس العيش المشترك مع مقام النبي يحيى··

وحال الحارة الجغرافي والعمراني لا يختلف كثيراً عن حالها السياسي، فحارة صيدا تُشكل نموذجاً مميزاً للعيش المشترك، فهي تضطلع بدور سياسي بارز في الحفاظ على لغة الحوار والتوافق، على الرغم من كل الأزمات التي تعصف بلبنان، فضلاً عن أهميتها الجغرافية، فهي همزة وصل بين المدينة وقرى شرقها، وذلك عبر طريقي جزين وجباع··

<لـــواء صيدا والجنوب> جال في حارة صيدا، وسلط الأضواء على واقعها، قبل أن يلتقي رئيس بلديتها سميح الزين، الذي تحدث عن تاريخها وعمرانها والمشاريع التي أنجزت فيها··

الموقع والتاريخ تقع بلدة حارة صيدا شرقي مدينة صيدا ويُحيط بها: من الغرب مدينة صيدا، ومن الشمال بلدتي الهلالية وعبرا، ومن الشرق بلدتي مجدليون والقرية، ومن الجنوب بلدتي عين الدلب والمية ومية، حيث أكسبها هذا الموقع انفتاحاً وتفاعلاً اجتماعياً وثقافياً وإقتصادياً·

يعود تاريخ البلدة الى أكثر من 750 عاماً ويتجلى ذلك من كثرة المباني الأثرية الموجودة فيها ومنها المسجد الذي يعتبر الأقدم في الجنوب، ويعود تاريخ بنائه إلى نفس تاريخ البلدة، حيث ما زال محافظاً على طابعه الأثري بعد ترميمه للحفاظ على مكانته التاريخية لأهل البلدة، فضلاً عن مبنى الخان الذي يقع عند مدخل البلدة، والذي كان محطة للتجار الوافدين إلى الجنوب ومنه إلى فلسطين·

وقد تفاعلت الحارة طوال تاريخها الحديث والقديم على جميع الأصعدة سواءً الجغرافية والدينية والإجتماعية مع محيطها، ويتجلى ذلك من خلال كثرة المقامات الموجودة فيها كمقام <مار إلياس> و<مقام النبي يحيى> ومن خلال دور العبادة والمدافن المنتشرة فيها، والتي تمثل معظم العائلات الروحية اللبنانية·

كما يوجد فيها مسجدان، القديم وسط البلدة الذي جرى ترميمه مؤخراً، والجديد ويحمل اسم <مسجد الإمام الحسن> على طريق مار الياس، الذي شيّد عن روح الحاج فضل صالح، إضافةً الى مستوصفين إحدهما تابع لوزارة الشؤون الإجتماعية والآخر لـ <تجمع لبنان الواحد ? الكيان> الذي أسسه عصام أبو درويش·

التسمية والرواية يشتق إسم <حارة> من كلمة وتعني بالأرامية <محطة القوافل>، والتي كانت تتخذ من البلدة محطة وإستراحة أثناء عبورها في جبل لبنان وبيروت إلى فلسطين·

ويسرد رئيس بلدية حارة صيدا سميح الزين، الرواية المتداولة للتسمية بين الناس <أن حارة صيدا تعود تسميتها الى أحمد الحاراتي وإخوانه، وهو أحد أبناء مدينة صيدا، الذي كان يُقيم في الحارة التحتا، ويملك أراضي البلدة، ويُقال أن معركة جرت بين أحمد باشا الجزار وعلي الزين دفعت الأخير الى الهرب الى الهند، ثم عاد أحفاده الى المدينة، الرجال الكبار الى الحارة، وجاء عمال من آل الزين إليها وعملوا لدى الحاراتي، وجمعوا الأموال واشتروا الأراضي من الحاراتي حتى تملكوها بالكامل، وجاءت عائلاتهم لتقطن فيها – أي في الأصل – إن أبناء الحارة ليس منها، بل وفدوا إليها قبل عقود من الزمن>·

وأشار الى <أن حدود البلدة كانت كبيرة وتصل الى عين الحلوة، وحتى حدود سينيق ? الغازية، وفي الجهة المقابلة كانت في حي بعاصيري وحتى خط السكة غرباً، وحتى محطة صندقلي شمالاً، ثم مع الوقت اتخذت حدودها الحالية بسبب عمليات البيع والشراء>·

المشاريع الحيوية ومن أبرز المشاريع التي نفذتها البلدية، حددها الزين بأنها:

القصر البلدي: الذي جاء في الأصل ليُلبي الحاجة الأساسية للبلدة، وهو في ذات الوقت نتاج فني يُضاف إلى العمارة العربية في البلدة، ويزيد من القيمة الجمالية، ويعتبر الإنجاز الأكبر، إذ يضم إضافة الى المكاتب الإدارية للبلدية، <مركز الرئيس نبيه بري الثقافي>، ومكتبة عامة، وقاعة المسرح والسينما خاصة للأعمال المسرحية وإقامة الندوات·

جادة الرئيس نبيه بري: التي تربط طريق عام بلدة حارة صيدا ? إقليم التفاح بطريق عام مجدليون – جزين بطول 1500 متر، وقد تم إنشاء عبارة <جسر> على مجرى المياه بالتعاون مع <مجلس الجنوب>·

طريق عام مار إلياس: وهو طريق يصل الطرف الشرقي لمدينة صيدا وأول بلدة محاذية لحارة صيدا شرقاً – عين الدلب بطول 1750 متراً، وتم تأمين طريق واسعة لمقام مار إلياس، وقد أنجز هذا المشروع بالتعاون مع وزارة الأشغال·

المدارس: ومنها إنشاء <ثانوية حارة صيدا الرسمية> في تلة مار الياس بعد إكتظاظ متوسطة حارة صيدا> بالطلاب، وتعتبر مدرسة نموذجية بأبهى حلتها أنشأها <مجلس الجنوب> وافتتحها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومدرسة ثانية في تعمير حارة صيدا للإبتدائي· شارع الجيش: وقد جاء تنفيذاً للتخطيط منذ العام 1964 على خطين، لأنه حيوي ويصل منطقة جنوب مدينة صيدا وشرقها بطول 2000 متر، ولحظ هدم أبنية وإنشاء أرصفة، وتعبيد طرقات، وإنارة الشوارع، وقد نفذ بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة و<إتحاد بلديات صيدا ? الزهراني>·

الحدائق: ومنها إنشاء جميع الحدائق القائمة في شوارع البلدة على الأرصفة، وتشجير كافة الشوارع النائية بالأشجار الحرجية·

نصب شهداء الحرية: الذي يتوسط البلدة على مقربة من القصر البلدي، وهو عمل فني رائع فيه سيف ذو الفقار الذي يرمز الى العزة والكرامة والنصر، فضلاً عن الأعمدة المنحنية التي تلتقط السيف وتجسد مراحل النضال التي يمر بها المجاهد لينال الشهادة، والشاهد الوسطي العامود الذي يدل على سمو هامات الشهداء الذي يكلله تاجاً ملكياً يدل على العظمة والرفعة وتنبثق منه شعلة، تكون منارة للثائرين، وهو مصنوع من المواد الطبيعية ومن الحجر الصخري والغرانيت والنحاس، لتكون لوحة فنية جميلة عبر تنسيق الألوان للناظر·

ويعتز رئيس البلدية <أبو مشهور> <أن شوارع البلدة وأزقتها تحكي عن إنجازات البلدية> – التي تولى رئاستها للمرة الثالثة على التوالي·· قبل أن يُضيف: لقد جئت الى البلدية لأكمل مشواري في خدمة الناس، وفي هذه الأعوام قمنا بما يشبه الإنتفاضة الإنمائية والإعمارية، لأننا جئنا من هموم الناس ولنُعالج مشاكلهم ونخدمهم، كنا نعيش في حرمان وإهمال مزمنين، حتى أننا لا نملك مدرسة رسمية، وقد اختلف الحال اليوم وبتنا نعتز بإنجازاتنا الإنمائية والإعمارية والطبية والتربوية، وجميعها مسخرة لخدمة الناس، فالبلدية تقوم على الخدمات، وقد أُعيد إنتخابي في المرتين المتتاليتين لأن الناس رأت الإنجازات، ونحن بلدة كبيرة، ولكن عائلاتنا مترابطة فكانت الثقة المتجددة>·

وقال الزين: إن الثقة المتجددة كسبتها من محبة الناس، كنت معهم في السراء والضراء، وفي خدمتهم ليلاً ونهاراً، وأحياناً أكون مع العمل، نعم لقد نزلت الى الشارع وكنت أشجع الناس، كلنا عمال وفلاحون، ورئيس البلدية خادم الناس ويعمل لمصلحتهم·

واعتبر <أن المشكلة الأساس التي تُواجه عمل البلدية، هي ضعف الإمكانيات المادية، فنحن نتقاضى من <الصندوق البلدي المستقل> على أساس أنه يُقيم في البلدة نحو 12 ألف نسمة، وهؤلاء المسجلون على قيودها ولوائح الشطب، بينما نُقدم خدماتنا لما يفوق 70 ألف نسمة، وهي أضعاف مضاعفة، مما يدفعنا أحياناً الى طلب مساعدة الخيّرين وأصحاب الأيادي البيضاء لتنفيذ مشارع إنمائية أو منشات وغيرهما>·

وأوضح <إننا نبذل كل مستطاع لتلبية إحتياجات الناس، ولكن نقع في أحراج في المناطق المتداخلة مع البلدات المجاورة، فلا يُمكن أن نُقدم خدمة، أو نُصلح طريق، أو نجري صيانة للقاطنين في البلدة عقارياً فقط، يشكو الناس في بعض الأحيان من تقصير بسبب هذا، وأعطي مثالاً على ذلك أبناء حي الفوار ? الهمشري، فهم يُعانون من مجرور صرف صحي، كان ينفذ مشروعاً متكاملاً وتوقف لأسباب غير معروفة، بلدية حارة صيدا تقوم بتنظيف المكان وتشحيل القصب والأعشاب، ولكن يحتاج الأمر الى تنفيذ المشروع ونأمل أن يتم ذلك قريباً>·

وبطرافة، يؤكد الزين <أن المشكلة المالية ليست عقبة ويُمكن أن ندبر أوضاعنا، المشكلة الرئيسية هي <السوسة المذهبية> التي تخرق عقول بعض الناس، والتصاريح السياسية التي يجب أن تتوقف، فنحن نعيش في منطقة تُشكل نموذجاً للعيش المشترك الإسلامي – المسيحي والوحدة الوطنية، وسنحافظ عليها>·

ويشكو من الروتين الإداري، <فنحن نُطالب بـ اللامركزية الإدارية، حيث يُمكن لكل بلدة أن تحكم وضعها وذاتها>·

ورأى رئيس بلدية حارة صيدا <أن هناك سلسلة من المشاريع المستقبلية، أهمها: مخطط لإنشاء حديقة كبيرة في تعمير حارة صيدا، ستشبه وفق المشرفين عليها باب الحارة لجهة العمارة الهندسية التي تجمع بين التراث القديم والفن العمراني الحديث، ويُمكن أن تكون للمشاة، وعبور السيارات، وبوابة ضخمة لمدخل ومخرج الحديقة، وباب الحارة قلعة فوق، ويُمكن أن تكون منتزها يعتمر الباب بطول 20 متراً، كذلك العمل على تشجيع التشجير بعد أن كثر التهافت على البناء وغياب الخضار عن البلدة>·

وختم الزين بالقول: إن الحياة علمتني عدم الكيدية، وكلي قناعة أنه لا يُمكن أن ينجح رئيس البلدية إذا مارس الكيدية البلدية، بحيث يجب أن يكون ولاءه للبلدة ولأبنائها وليس للسياسة، فالعمل البلدي خدمة وإنماء دون تمييز·

bottom of page